الاعجاز التصويرى فى القرأن الكريم.....

ياسر شلبى

 المراقب العام
الإعجاز التصويري في القرأن الكريم
[line]

كان الإعجاز التصويري عند قدماء العلماء معروفا ولكن ليس إلى ذلك الحد الكبير، إلى أن جاء سيد قطب رحمه الله وكشف عن إعجاز التصوير الفني في كتاب الله العزيز. . .

في الماضي قسم العلماء اللغة إلى قسمين هما شعر و نثر، وبعد نزول القرآن اضطر العلماء تقسيم اللغة إلى ثلاثة أقسام هم: القرآن والشعر و النثر، فلم يستقم القرآن تحت الشعر و لا تحت النثر

التصوير هو أن تحس نفسك وكأنك تطالع فلما سينامائيا عند قراءتك لقصة معينة، وذلك لحشد الصور البيانية القوية الجزلة الألفاظ، فإن قلت لي يا أخي المسلم أنك لا تجد ذك في القرآن فأقول لك أن العيب في أن لغة القرأن العربية أصبحت آخر ما تهتم به، فلضغف لغتك أنت لا تفهم القرآن ولا تتجلى لك الصور . . .

والقرآن الكريم مليء بالصور، و يندر وجود آية دون صورة، ومن المستحيل إيجاد جميع الصور وجمعها هنا، فجمعت بعض الصور السهلة الفهم على عقولنا البسيطة المتواضعة، وأسأل الله العلي القدير أن يعيدنا أقوياء أعزاء لنتفاخر بكتابنا بين الأمم. . .

[line]
مثال (1)

يقول تعالى في محكم تنزيله: " ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء "
يعني القرآن الكريم بحالات الاكتئاب التي يتحدثون عنها مع وجود جميع مسببات اللهو والمجون، وذلك لخلو القلب من الأنس بالله عزوجل.

80 % من الشعب الأمريكي يتعاطى الحبوب المهدئة !!

ولنتأمل قوله تعالى: "كأنما يصعد في السماء "

تخيل أخي المسلم إنساناً يصّعد في السماء، ليس يصعد ولكن يصّعد، أي يصعد ويصعد ويصعد ويصعد . . . ، يضيق صدره ويحشرج ويكاد ينفجر من الغيظ والألم، من المؤكد أخي المسلم أنك عند قراءتك الآية تشاهد فلماً يعرض هذا الإنسان !!

فسبحان منزل القرآن الكريم . . .
[line]
مثال (2)

يريد الله تعالى أن يعبر عن أن الذين كفروا ليس لهم أمل بالجنة أبداً، وأن الجنة مستحيلة لهم.
يقول تعالى: " إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سمِّ الخياط "

الجمل: الحبل الغليظ شديد المتانة.

سم الخياط: ثقب الإبرة.

يلج: يدخل

فنتخيل إنساناً يحاول إدخال هذا الحبل الغليظ في ثقب الإبرة، فكما يستحيل أن يدخل هذا الحبل الغليظ ثقب الإبرة فيستحيل دخول الكافرين الجنة.

هذا ما قاله العلماء . . .

وأقول غير ذلك :-

الجمل: هو الجمل المعروف (البعير - الناقة - البوش)

سم الخياط: ثقب الإبرة.

يلج: يدخل ( الدخول بوضع معين يرد شرحه لاحقاً)

فالآية تقول أن دخول الكفار للجنة يستحيل كاستحالة دخول الجمل في ثقب الإبرة.

وإن قال الكفار معترضين على هذا بأنهم في هذا العصر يستطيعون أن يدخلون جملاً في ثقب الإبرة وذلك بالنحت الدقيق حيث يمكن رسم سلسلة جمال في ثقب إبرة من الذهب أو الفضة مثلاً !!

فنقول لهم: أن الله تعالى قال حتى يلج الجمل، وليس جمل، وفي هذا اختلاف من حيث (الـ ) التعريف ، فإضافة التعريف يشير إلى أن الجمل المقصود في الآية جمل حقيقي وليس جماداً، وكذلك إشارة أخرى فقد ذكرت الآية كلمة ( يلج) وهي تعني ( حسب كثير من المعاجم) الدخول مع الحركة الطبيعية، والدخول بحركة تلقائية، وكذلك تعني دخول الشيء الحي وليس الجماد، والإيلاج في لغة الطب الشرعي هو عملية التناسل عند إدخال عضو الذكر في عضو التناسل للمرأة. ( وإن كان المعنى الأخير قد يبغضه البعض لأنه فيه ألفاظ لا يجب ذكرها ولكن لا حياء في الدين و أعتذر منك أخي القارئ على هذه الكلمات).

ولكن هذا التفسير ( تفسيري) غير مؤكد من العلماء فهو مجرد وجهة نظر، ولا نعود إلا للتفسير الأول، ولكنني وضعت هذا التفسير الثاني لأشير إلى أن القرآن بأي طريقة أمكن تفسيره فهو معجز ومن المستحيل أن يكون متناقضاً أبداً.

والله أعلم.
[line]
مثال (3)

يرسم لنا القرآن الكريم صورة تعبر عن أعمال الكفار، وأنها ليست (مهما كثرت) لأنها خلت من الإيمان ولا يستطيعون تجميعها لأنها تبددت.
هذه الألفاظ البشرية قارنوها بقوله تعالى:-

" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً "

إذا وقفت في غرفة معتمة بها نافذة وتنفذ منها أشعة الشمس، فلو دققت النظر في الشعاع وجدت غبار وأجسام صغيرة، ثم تخيل إنسان يحاول جمع هذا الغبار والهباء!! هذا مثل الكافر الذي يحاول جمع أعماله يوم القيامة !!

فمهما حاولوا أن يجمعوها فليس لما وزن عند الله عزوجل.
[line]

ومن الإعجاز التصويري تصوير خلجات النفس، وما يخفيه العقل والذهن، فمن يتأمل القرأن يستحيل أن تمر عليه آية دون صورة توضح معناها أيما توضيح، فمن الآن وصاعداً أخي المسلم عندما تقرأ القرآن تذكر إعجازه وتدبر معانيه . . .

وتذكر أن القرآن راحة للقلوب، فمن العجب أن يأنس بعض الناس بالأغاني وماشابه ويبتعدون عن القرآن !! فكيف يرتاحون لكلام البشر ولا يرتاحون لقول رب البشر الله تبارك وتعالى و تنزه عن النقص واتصف بالكمال. . .

Cairo.jpg




[GLOW="FF0000"]
ياسرياسرياسر
ياسر ياسر ياسر
ياسر ياسر ياسر

[/GLOW]


 
أعلى